قامة من قامات آل شاهين عبد الحميد أمين مسعود شاهين ولد عبد الحميد أمين مسعود شاهين عام 1909 ميلادي ونشأ وترعرع في دار عائلة شاهين الكانة في حارة الحبلة في البلدة القديمة بمدينة نابلس. بدأ مهنته في محل صغير خلف الجامع الكبير (المسجد الصلاحي حاليا)، وكان يعمل منفرداً، وبجهده وكده استطاع ان ينشئ مشغلاً للأحذية غطى ضفتي الأردن في حينه، وعمل لديه أكثر من ٣٠ عاملاً، ولم يبخل عليهم في تعليمهم أصول حرفته وساعدهم للانطلاق في حياتهم وتأسيس عملهم الخاص.

بعد ان اشترى مزرعته على رأس جبل جرزيم، كان محل ثقة أهل القرى المحيطة بالمزرعة، عراق بورين وتل، يلجؤون إليه لحل مشاكلهم، و كان يولم و يجمع أطراف النزاع و يحل مشاكلهم بالرضا والتوافق، وذلك

انطلاقا من حبه لعمل الخير إرضا ًء لوجه الل. شارك في ثورة البراق التي انطلقت عام 1929 في جميع أنحاء فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والتي كانت نتيجة دعم قوات الاحتلال البريطاني للجماعات الصهيونية في مظاهراتهم المطالبة بحائط البراق والتي كانت أول ثورة ضد الاحتلال البريطاني في فلسطين، حيث بدأت الأحداث في 15 أغسطس 1929 الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي، والمتزامن مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف نظمت حركة بيتار الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونية.

علمت الشرطة البريطانية عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود. في اليوم التالي رد القادة العرب بتنظيم بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية. ازداد التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين

الجانبين، وفي الأيام التالية تفشت الاشتباكات إلى مدن أخرى. كما قام أبو الأمين مع زملائه الثوار خلال الثورة بالهجوم على ثكنة البوليس في مدينة نابلس، وأشارت الصحف في ذلك الوقت أن السيد عبد الحميد شاهين أحد المتهمين في بأحداث

اضطرابات نابلس وبالهجوم على ثكنة البوليس فيها. اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من

القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف.



يجدر الذكر هنا أنه خلال أحداث ثورة البراق اعتقلت سلطات الاحتلال البريطاني تسعمائة فلسطينياً وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيا ُخفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو 1930، في سجن مدينة عكا المعروف باسم (القلعة)، في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير. أبو الأمين وهو الأمين، الصدوق، المخلص لعائلته ولبلده ووطنه الرجل العصامي الذي كون نفسه بنفسه وكان هدفه الفوز برضى الل وحده، فلقب أبو الفقراء والمحتاجين وكان يعمل سراً وعلانية لتحقيق رضى الل، وكان يحب مساعدة المحتاجين، دون جرح مشاعرهم وحتى أحيانا دون أن يعرفوا من أين وكيف دخلت النقود جيوبهم. إن سيرته الطيبة في مساعدة المحتاجين امتدت حتى بعد وفاته، ولا بأس من سرد هذا المثال الدال على ذلك، وأثناء عودة أحد احفاده (أحمد أمين) من اجازته الجامعية، متوجها من عمان الى السعودية مستقلاً إحدى الحافلات، وحال وصولهم الحدود السعودية، تبين أن هنالك مشكله مع سائق الحافلة، وتم الحجز على الحافلة وطلب من الركاب أن يجدوا وسيلة أخرى لإكمال سفرهم. ويشاء القدر أن لا يتوفر مع أحمد سوى خمسون ريالاً ولم تكن كافية لأي وسيلة مواصلات. وبعد عدة أيام على الحدود بانتظار فرج الل، وكان الإعياء بادياً عليه، مرت إحدى السيارات الخاصة وكان بجانب السائق شخصا كبير في السن فتح شباك السيارة وسأل أحمد لماذا هو جالس على طرف الطريق، فقص عليه أحمد ما حصل معه، فسأله الرجل عن اسمه وأجابه أنا أحمد شاهين، واستفسر الرجل شاهين نابلس؟، فأجاب أحمد نعم. سأله عبد الحميد شاهين يقربك؟، قال أحمد نعم أخي الكبير وجدي عبد الحميد، فتح الرجل باب السيارة ونزل منها وقال أهلا بإبن الأكابر، تفضل أنا سأتولى توصيلك إلى أهلك، لعلي أرد بعض أفضال جدك أبو الأمين، عليه رحمة الل، ففضله ومعروفه سابق.

أبو الأمين الذي عرف عنه أفضل من أحسن تربية أبنائه وعلمهم بحكمته ورجاحة عقله، وهم على دربه سائرون. والعديد من الأمثلة التي تدل كرمه وفضله وحبه للخير. توفي رحمه الل عام 1972 عن عمر يناهز 63 عاماً قضاها في طاعة الل والنضال من أجل حرية عائلته وأبناء بلده ومقاومة المحتل، والعمل الدؤوب لتحقيق ذاته. رحم لله أبو الأمين الذي لاتزال ذكراه الطيبة حية في قلوب محبيه وكل من عرفه. له من الأبناء: المهندس أمين، الأستاذ مأمون، السيد وضاح، الدكتور سامر، المهندس غسان وله من البنات: المرحومة بهاء، المرحومة سلافة، السيدة زين، السيدة سوزان، السيدة فيحاء