شخصيات
الخميس 14 سبتمبر 2023 11:56 صباحًا - بتوقيت القدس
حافظ حسن شاهين
قامة من قامات العائلة أهم صفاتها شدة الذكاء وسرعة البديهة والفطنة المرحوم حافظ حسن شاهين من مواليد 1897 وتوفي 1977 أي أنه عاش حوالي 80 عاماً من العطاء في مجال التربية والتعليم، حيث بدأ التدريس وعمره 23 عاماً بعد أن
تخرج من دار المعارف الفلسطينية في العام 1920، وكان التدريس وقتها غير مخصص بمادة معينة وٕانما يقوم المدرس بتدريس كافة المواد وفق ما يستطيع، وقد قام الأستاذ حافظ حسن شاهين فعلاً بذلك عدا اللغة الانجليزية التي لم يكن يجيدها، ٕالا أنه تخصص بعد ذلك في تدريس اللغة العربية والرياضيات حيث كان ضليعاً فيهما. عمل الأستاذ المرحوم حافظ حسن شاهين مدرساً ومديراً في أكثر من مدرسة في فلسطين التاريخية، فعمل في بير السبع والمجدل وبربرة (قضاء غزة) وعمل كذلك في أم الفحم وكان ذلك أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، بعد ذلك وفي أواخر العشرينات وبداية الثلاثينات تنقل بين العديد من قرى ومناطق الضفة الغربية من برقين، وعقربا، وطلوزة، وطمون، ودورا الخليل، وغيرها. كان المدير الرابع لمدرسة برقين بعد المرحومين الأساتذة نجيب الخياط، وعبد اللطيف الميناوي، وحريص الخطيب، فكان الأستاذ حافظ حسن شاهين مدي ًرا لمدرسة برقين أوأيل الثلاثينات حيث قضى فيها 4 سنوات ودرس وأشرف على تدريس العديد من آباء وأجداد بعض ممن تخرجوا من هذه المدرسة. كان الأستاذً حافظ حسن شاهين من المٔوسسين للعديد من المدارس في قرى وبلدات فلسطين، ففي طمون مثلا، وعندما انتدب للتدريس فيها بدأ عملية التدريس في المسجد حيث حوله ٕالى قاعة تدريس. ومن هناك بدأ بجمع التبرعات من أهالي طمون لبناء المدرسة والتي بنيت بواقع 7 غرف من الطوب والطين، حيث ما زالت تعرب بمدرسة "أبي حسن" نسبة ٕالى الأستاذ حافظ حسن شاهين، وكان مديراً ومٔوسساً فيها. ومن المدارس التي درس فيها في نابلس مدرسة الغزالية حيث تخرج على يديه منها العديد من المدرسين الأفاضل المشهود لهم. اشترط الأستاذ حافظ حسن شاهين عندما طلب منه الانتقال ٕالى دورا الخليل للتدريس فيها أن يكون معه ولده الأستاذ قدري حافظ شاهين والذي كان مدرساً للعلوم والفيزياء، وقام الاثنان بالتدريس هناك في دورا في المدرسة التي كان الأستاذ حافظ حسن شاهين مديراً فيها، أثناء وجوده في دورا، تزوج الأستاذ زوجته الثانية، بعد وفاة الأولى، من عأيلة سدر العأيلة الخليلية المعروفة
وزوج ابنه الثاني بدري حافظ شاهين التاجر المعروف من ذات العأيلة، عأيلة سدر. كان الأستاذ حافظ حسن شاهين معروفاً بلباقته وأسلوبه المميز في التدريس ففي ٕاحدى الزيارات لمفتش التربية والتعليم لأحدى البلدات أراد المفتش فحص الطلبة فكان يسأل عن الجمع والطرح

باستخدام أسماء لم تكن معروفة للطلبة مثل الموز والتفاح، حيث لم يستطع الطلبة ا ٕلاجابة، ٕالا أن الأستاذ حافظ حسن شاهين طلب منه التنحي جانباً وسألهم عن الجمع والطرح باستعمال ما هو
معروف لديهم مثل: لديك رأسين من الغنم وشريت 3 أخرى، كم يصبح معك فكانت ا ٕلاجابات
صحيحة. وكانت لديه كذلك روح الدعابة فعندما دعي ذات مرة للطعام وقيل له "طعام خفيف" وكان مما تيسر من الجبن والزيت والزعتر، سألهم أليس ما يقفز من سطح ٕالى سطح بالخفيف، ويقصد في
ذلك الفراخ والدجاج. استمر المرحوم حافظ حسن شاهين في قطاع التربية والتعليم حتى جاوز من العمر ستين عا ًما
وكانت الفترة الأخيرة من عمله في منطقة دورا الخليل في الأعوام 1954-1960 لتكتب له المنية
بعد ذلك في العام 1977.
ونختم بالقول المأثور عن المرحوم الأستاذ حافظ حسن شاهين عقب هزيمة حزيران 67 عندما خطب ثلاثة زعماء تباعاً عقب الهزيمة وتحدثوا عن التاريخ كانت ردة فعله أن قال ضاعت الجغرافيا وعم تحكوا بالتاريخ.