قامة من قامات آل شاهين اتسمت بالنبوغ والذكاء نصوح عاطف توفيق حسن شاهين

ولد نصوح عاطف شاهين في 18 نوفمبر 1929 في دار العائلة في الطابق الثاني فوق الديوان، في الغرفة الشمالية الشرقية وهو الابن البكر للأستاذ عاطف توفيق شاهين و والدته

الفاضلة نظيرة أمين مسعود شاهين. كان والده استاذاً للرياضيات، وكان مهتماً بالفنون وله قدرة وسرعة رهيبة في الرسم ويروى عن المرحوم الحاج روحي

شاهين أنه قام برسمه و هم يجلسون على المقهى بدقائق معدودة خلف علبة سجائر. و يروى عن المرحوم عفيف شاهين انه رسم أحد القرويين مع دابته وحمولتها بلوحة جميلة من أدوات الحراثة أثناء سيره في شوارع نابلس القديمة كما أفاد العم

يوسف شاهين. لم يمهل القدر والده عاطف شاهين (ابو نصوح) فقد توفي وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز 38 عاما تاركا وراءه ثلاثة أبناء وهم الابن البكر نصوح و غازي و أسامة و ابنتين: ملاحة و رجاء.

عند وفاة والده لم يتجاوز عمر نصوح العشر سنوات، بعد وفاة والده اضطر الى ترك الدراسة وهو في الصف السابع و توجه الى سوق العمل وعمل عند العم عزت عارف شاهين (أبو نبيل) في صياغة الذهب و تتلمذ نصوح و أبناء جيله ومصطفى هندية وسميح يعيش وزياد شاهين وأديب الرطروط على يد ثلاثة من الارمن كانوا يعملون عند العم عزت شاهين (أبو نبيل) وأبدع

في مهنة الصياغة والنقش على الذهب ومن ثم فتح محله الخاص للصياغة سنة 1959 في شارع فلسطين ثم قام بنقل محله إلى درج النصر سنة 1962 و طور ماكنة للنقش استخدم في تشغيلها ماتور غسالة قديمة و لا يزال ابناء نصوح يستخدمونها لغاية الان.

كان نصوح قارئا نهما بكل ما يقع بين يديه من المجلات والكتب المختلفة و خصوصاً العلمية منها و ما يتعلق منها في الطيران، بدأ رحلته

بشراء سيارة قديمة تعمل على ثلاثة دواليب من السيد درويش ابو زعرور كما افاد بذلك ابن العم صفوت عزت شاهين وقام بعمل الخراطة عند السيد زين العابدين البيطار في مخرطته وتم تصنيع أجنحة خشبية لها بالدار القديمة و كان يحاول تحريكها في وسط الدار القديمة لدرجة



ازعجت عمه الراغب شاهين (ابو شاهين) وكان يصيح به "يا نصوح هون مش مدرج طائرات" و عند الانتهاء منها في نهاية الخمسينات من القرن الماضي استطاع ان يقلع بها لفترة زمنية محدودة من عند جامع الانبياء مقابل المقبرة الشرقية لغاية طلوع اسو مقابل جامع الحاج معزوز الان و نجح في الاقلاع و من ثم الهبوط و كانت الشرطة في استقباله وتم تفكيكها ووضعت عند

خاله المرحوم مدحت شاهين لفترة من الوقت. في منتصف الخمسينات تم استئجار بيت خاص لهم في الجبل الشمالي من السيد عثمان البحش وتم شراء البيت فيما بعد، ساهم نصوح شاهين في دعم اخوانه و اخواته في الدراسة فدرس غازي

الطب وأسامة الهندسة في مصر و انهت شقيقتاه ملاحة و رجاء دار المعلمات و عملتا في الكويت. سافر اثناء دراسة اشقائه في مصر هو ووالدته و اقام هناك مدة من الزمن، والتحق بمعهد الطيران،

كما التحق بدورة تدريبية لتصليح أجهزة اللاسلكي، عاد الى نابلس بصحبة والدته واكمل العمل في صياغة الذهب و ابدع في ذلك. كما أنه تطوع بالجيش الأردني الشعبي. تزوج عام 1966 من الفاضلة عائدة الحناوي و رزق من الابناء بعاطف و عميد و من البنات ب عروب و ياسمين. توفي عام 1981 بعد صراع طويل مع المرض عليه رحمة الل.